نمِ عقلك ليزداد جمالك
( جمال الرجال في عقولهم وعقول النساء في جمالهن ) .
تلك هي احدى الحكم التي ورثناها من أئمة أهل البيت ( عليهم السلام )
فجمال الرجل ليس حتمأ بمظهره , وملبسه وملامح وجهه ولون بشرته , وطوله , ووزنه . .
وأنما جماله بمقدار معرفته وعلمه وإبداعاته . فالتقييم الصحيح للرجال لا يأخذ مظاهرهم
الجميلة بعين الاعتبار فكم من أحمق جميل المنظر ليست له قيمة عند احد .
وكم ممن ليست له سحنته اية سحنه من الجمال ولكن الناس يعشقونه ويحبونه نظراً لمواقفه
وعلمه الجم . وحتى المرأة فأنها لا تقيّم الرجل على أساس مقدار جماله الظاهر ..
فكم من النساء يتعلقن برجل ليس لكونه جميلاً في المظهر ولا أنيقاً في الملبس بل لأنه بطل
يحقق انجازات عظيمه في مجالات الحياة المختلفه .
من هنا فان الاهتمام الشديد بالملبس عند الرجل ليس الا دليلا على قلة جماله الحقيقي .
وبالطبع فأنا لا أدعو ان يخرج الرجال الى الشوارع من غير ان يهتموا بما يلبسون
فأن الله تعلى – يبغض البؤس والتباؤس – فالأناقة بقدر معقول مطلوبة للرجل والمرأة
على حد سواء – فأن الله جميل يحب الجمال - - والنظافة من الأيمان - الا أن الإفراط في الاهتمام
بالمظهر على حساب العقل والعلم يؤدي الى تفريط في الاهتمام بالقضايا العقلية والعلمية
التي هي الأساس في إنسانية الإنسان .
هذا غاندي – الذي يعتبر من عظماء عصره – لم يكن ليهتم بمظهره الا بمقدار
ما يستر به بدنه الضعيف . ولم يمنع ذلك من تعلق الملايين به بل مات الكثيرون منهم
دفاعاً عن آرائه وكان البعض يستهزئ به لتصرفه ذلك وكأنه لم يكن يرى جمالاً الا في العقل
والاراده والعزيمة التي كان يتميز بها .
لدى زيارة غاندي للعاصمة البريطانية كان الجميع ينتظر ليرى ما سيرتديه الرجل عند لقائه الملك
في قصره وأخيرا ظهر غاندي في القصر الملكي البريطاني وهو يرتدي لباسه التقليدي البسيط
بينما ظهر الملك جورج الخامس في استقباله وقد لبس حلته الملكية وعشرات الأوسمة تتدلى منها .
وبعد انتهاء الوليمة سأل احد الصحفيين غاندي عن ثوبه ذاك والفرق بينه وبين بزة الملك ؟ .
فأجاب - والبسمة تعلو شفتيه – ان الملك قد لبس تلك الملابس نيابة عني وعن نفسه .
وهكذا فأن بساطة غاندي في ملبسه لم تقلل من جماله وقيمته كما ان ملابس جورج الخامس
لم تزده أبهة وجلالاً .
ولعله لا يليق بالرجال العظام الا ملابس بسيطة لان الاهتمام الكثير بالملبس دليل خفة العقل
وإهمال التعقل